وَكلما فكّر فِي قصر الأمل ، وضيق الْوَقْت: أورثه ذَلِك الجدّ وَالِاجْتِهَاد ، وبذل الوسع فِي اغتنام الْوَقْت. وَهَذِه الأفكار تُعلي همّته وتحييها ، بعد مَوتهَا وسفولها ، وتجعله فِي وَاد، وَالنَّاس فِي وَاد. وبإزاء هَذِه الأفكار: الأفكار الرَّديئَة ، الَّتِي تجول فِي قُلُوب أَكثر هَذَا الْخلق ، كالفكر فِيمَا لم يُكَلف الْفِكرَ فِيهِ ، وَلَا أُعْطيَ الْإِحَاطَة بِهِ ، من فضول الْعلم الَّذِي لَا ينفع ، كالفكر فِي كَيْفيَّة ذَات الرب وَصِفَاته ، مِمَّا لَا سَبِيل للعقول إِلَى إِدْرَاكه ". انتهى وختاما: نسأل الله تعالى أن يجعلنا والسائل الكريم وجميع المسلمين ممن قال الله فيهم:" إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191). آل عمران/190 ، 191. آمين.
فيديو YouTube التفكر في خلق السماوات والأرض، والنظر في هذا الكون المترامي الأطراف بكل أجرامه، وكواكبه، ومجراته، وسماواته، مطلوب لكل إنسان عاقل يريد أن يصل إلى الحقيقة المطلقة، إلى خالق هذا الكون، لأن المخلوق يدل على الخالق، والمصنوع يدل على الصانع، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده أن يتفكروا في خلق السماوات والأرض في قوله: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [سورة آل عمران] إذاً التفكر والتذكر ضروريان لكل إنسان عاقل يريد أن يصل إلى الله عز وجل عن طريق العلم والتفكر. فضيلة التفكر: في صحيح ابن حبان عن عطاء أن عائشة رضي الله عنها قالت: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( قال: يا عائشة ذريني أتعبد لربي عز وجل؟ قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك، قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره، قالت وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال عليه الصلاة والسلام: أفلا أكون عبداً شكوراً لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها)) [أخرجه ابن حبان عن عائشة أم المؤمنين] ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
- دهن الجسم بزيت الزيتون يساعد على توليد ذبذبات إيجابية تخلص الجسم من السلبية. - إن كنت تعاني من أي نوع من أنواع الاكتئاب ولا يمكنك مقاومة الشعور بالحزن، لن تتمكن من التغلب على السلبية بسهولة ، لذا ننصحك في هذه الحالة أن تتحدث مع خبير نفسي أو مدرب حياة عبر خدمة ألو حلّوها ليساعدك في علاج الاكتئاب والتخلص من المشاعر السلبية والحزن. نختتم مقالنا بمقولة ديفيد هيوم الرائعة: سعيد هو من تكون ظروفه مناسبة لمزاجه، لكن الأسعد من يستطيع أن يجعل مزاجه مناسبًا لأي ظرف. المراجع: ثقف نفسك
فانظر كيف مهَّدها الله وسلك لنا فيها سبلًا وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها ويسرها لعباده فجعلها لهم ذلولًا يمشون في مناكبها ويأكلون من رزقه فيها، وانظر كيف جعلها الله تعالى قرارًا للخلق لا تضطرب ولا تزلزل بهم إلا بإذنه: { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ} [الذاريات:20]، ولقد أخبرنا الله تعالى في كتابه أنه خلق هذه السماوات العظيمة وهذه الأرض وما بينهما في ستة أيام، وهو سبحانه لو شاء لخلق السماوات والأرض وما بينهما في لحظة: { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [يس:82]. ومن آياته جلّ وعلا: ما بث في السماوات والأرض من دابة، ففي السماء ملائكة لا يحصيهم إلا الله تعالى؛ عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أطَّتِ السماءُ، وحُقَّ لها أنْتَئِطَّ، ما فيها موضعُ أربعِ أصابِعَ، إلَّا وملَكٌ واضعٌ جبهَتَهُ للهِ تعالى ساجدًا » [صحيح الجامع: 2449]، عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة » [صحيح الجتمع: 854] وخلق الله في الأرض من أجناس الدواب وأنواعها ما لا نستطيع إحصاء يحصى أجناسه فضلًا عن أنواعه وأفراده؛ فانظروا أولًا؛ كم على هذه ظهر هذه الأرض من البشر من بني آدم، ليسوا بالآلاف ولا حتى بالملايين، بل مليارات البشر، وكم الذين دفنوا في باطن هذه الأرض، وانظروا كيف أن ألسنة هؤلاء البشر وألوانهم مختلفة، قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ} [الروم: 22] ثم انظروا يا عباد الله إلى ما على هذه الأرض من أصناف الحيوانات والنباتات التي لا يحصيها إلا الله ؟!
خلق الكون منح الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل ودعاه إلى التأمل والتفكير، والنظر في هذا الكون، وجعل له من الأدلة، والبراهين ما يستدل به على وجوده، فكل ما في هذا الكون يدعو إلى الإيمان بالله، حيث يمكن للإنسان معرفة الله وتبين صفاته عن طريق التفكر في مخلوقاته، ليجد بديع إتقانه، وروعة صنعه، وفي نهاية الأمر يصل إلى الاعتراف بوحدانية الله وعظيم قدرته، وقد ذكر القرآن الكثير من الآيات التي تدعو الإنسان إلى النظر في بديع خلق الله، فقد قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 190] بديع صنع الله في الكون خلق الإنسان تظهر قدرة الله، وعظمته في خلق الإنسان، فقد خلق الله آدم عليه السلام من طين، ثمّ خلق حواء من ضلعه، ثمّ تكاثر الإنسان عن طريق تلقيح البويضات في جسم المرأة، بالحيوانات المنوية التي ينتجها الرجل، فيتكون الجنين في رحم الأم، ثمّ تتم عملية الولادة، فقد قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ*ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [ المؤمنون:12-14]، وقد كرّم الله الإنسان عن سائر المخلوقات ومنحه العقل، وجعله خليفة له في الأرض، ومن آيات إبداع الخالق في جسم الإنسان العدد الكبير من الأجهزة التي تعمل وفق نظام دقيق ومحدد، حيث يقوم كلّ منها بوظيفة معينة، من أجل الحفاظ على حياته، ومن هذه الأجهزة: العين البشرية فهي خير مثالٍ على بديع صنع الله عزّ وجل وهي أحد النعم الكثيرة التي أنعمها الله على الإنسان، فمن خلالها يرى الإنسان عجائب قدرة الله، وإبداع صنعه، حيث تحتوي على عدد هائل من الخلايا، والمستقبلات الضوئية، التي تعمل بشكلٍ دقيق، والتي تبلغ دقتها 576 ميجا بيكسل.
النبى ((عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره:( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) [ سنن أبي داود 1427 ، سنن الترمذي 3566)) هل تعرف الله هكذا... ستسعد. قيمة هذة العبادة.. هى عبادة النبى حتى صار نبياً.. عن عائشة رضي الله عنها; قالت: { كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه. والتحنث التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثل ذلك ، حتى فجئه الوحي)) البخاري عبادة سيدنا إبراهيم.. (( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75) حتى بلغ درجة اليقين سألت ام الدرداء ماكان أفضل عبادة ابو الدرداء (( التفكر والاعتبار)) عامر بن عبد قيس سمعت واحد ولا 2 ولا 3 من اصحاب رسول الله يقولون.. ان نور الايمان التفكر الحسن.. تفكر ساعه خير من عبادة سنة. عمر بن عبد العزيز.. التأمل فى نعم الله وخلق الله من افضل العبادة.